كتب: خاص لحظة
دفعت الرغبة في تغيير الصورة الذهنية عنها، أهالي محافظة الفيوم، وخاصة عدد من قراها، التي كانت محسوبة على التيارات المتطرفة، إلى المشاركة بنسبة كبيرة في الانتخابات الرئاسية، التي أجرت على مدار 3 أيام مضت، لتخلع عباءة “التطرف”، أملا في اهتمام الدولة بها.
وصلت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية على مدار الأيام الثلاثة الماضية، إلى قرابة 45 % من إجمالي الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات الرئاسية، وهي نسبة عالية جدا مقارنة بالانتخابات الرئاسية الماضية التي سجلت نسبة مشاركة، قرابة 30.5%.
وتعكس المؤشرات الأولية، لنتائج فرز أصوات الناخبين، إلى تغير توجهات القرى الأبرز في بعض المراكز على مستوى المحافظة، المحسوبة على التيارات المتطرفة، ففي مركز سنورس، كانت قرية الزاوية الخضراء، بحسب الدكتور أحمد برعي، القيادي بحزب الوفد بالمحافظة، ومن أبناء المركز، ذات سيطرة إخوانية، وكانت قيادات جماعة الإخوان التي تصنفها الحكومة “إرهابية”، ذات نفوذ كبير بالقرية، ولكن نسبة مشاركة المواطنين بها في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بلغت أكثر من 60%، وهي نسبة عالية جدا، ومؤشر على تلاشي هذا النفوذ.
ويوضح القيادي بحزب الوفد بالمحافظة، وأحد أبناء مركز سنورس، أن هذه القرية ليس بها أقباط نهائيا، وكانت هناك سيطرة إخوانية عليها، وسجلت نسبة مشاركة في الانتخابات الرئاسية 2014م، قرابة 24%، ويضيف الدكتور أحمد برعي، أن أهالي القرية أرادوا توصيل رسالة من خلال مشاركتهم في الانتخابات بأنها ليست قرية “إخوانية”، وليست مساندة للإخوان، ولكنها مهملة وليس لها نصيب في مشروعات التنمية، وأنها تطالب الدولة بالاهتمام بها.
ويتابع الدكتور أحمد برعي، أن ارتفاع نسبة المشاركة في الانتخابات بهذا الشكل، هو رسالة للدولة، بأن الفيوم مثلما قدمت العديد من المتطرفين، فهي قدمت كثير من الشهداء في حربها ضد الإرهاب.
نفس المشهد تكرر في قرية كحك، التي كانت تعرف منذ سنوات طويلة، بأنها معقل جماعة الشوقيين التكفيرية، ويرى فاخر محمود، أحد النشطاء، ومن أبناء مركز الشواشنة، الذي تتبعه القرية، أن القرية كانت معقل للشوقيين، لأنها كانت مهملة من قبل الدولة، مثل محافظة الفيوم ككل، وأنها عانت في التسعينات، من الفقر والعوز، وكانت رجالها يخرجون من قريتهم بحثا عن لقمة العيش في أماكن أخرى، حيث تعد مهنة الصيد هي المهنة الأساسية بها، وكان المناخ فيها خصب لأي ممارسات خاطئة.
ويوضح فاخر محمود، أن التغيير في توجهات القرية، يرجع إلى أن الدولة بدأت تضعها في الحسبان في توصيل بعض الخدمات والمرافق التي خففت من أعباء المواطنين بها، مثل إنشاء وحدة محلية بها، ورصف شوارع، وتوصيل مياه الشرب، وإدراجها ضمن برامج مقاومة الفقر في نهاية التسعينات، وهو ما ساعد على التغيير في القرية، وأن الأهالي أصبح لديهم الرغبة في أن تكون أفضل، وعندما أدرجتها الدولة بمشروع التموين، وتوفير الخبز المدعم، وإدراج أهالي ضمن مشروع تكافل وكرامة، أحدث تغيير تدريجي في توجهاتها.
ويضيف فاخر محمود، لكن مازال أهالي القرية في حاجة إلى توزيع عادل في الأعباء، وأن يتحمل الأثرياء معهم جزء من الأعباء، حتى يدفعهم إلى الإستقرار، كما تحتاج إلى برنامج للنهوض ببحيرة قارون حتى يعود عليهم بالنفع.
يذكر، أن الدكتور جمال سامي، محافظ الفيوم، ناشد قبل إجراء الانتخابات الرئاسية، شعب الفيوم، بالمشاركة بكثافة في الانتخابات من أجل تغيير الصورة الذهنية عن المحافظة، وحتى تنال حظها من التنمية والمشروعات الكبرى.