شهدت أسعار الدواجن في مصر تراجعًا ملحوظًا خلال الأسبوع الماضي. لتهبط في بعض المناطق إلى ما دون 90 جنيهًا للكيلو بعد أن لامست حاجز الـ110 جنيهات مؤخرًا. ما أثار تساؤلات المستهلكين والمربين حول أسباب هذا الانخفاض المفاجئ.تراجع أسعار الدواجن بمصر
وبحسب مصادر مطلعة في شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية. فإن التراجع الأخير لا يعكس تحسنًا هيكليًا في قطاع الإنتاج. بل يرتبط بعدة عوامل مؤقتة وتكتيكية، أبرزها:
-
1. ضعف القوة الشرائية:
شهدت الأسواق ركودًا نسبيًا في الطلب مع نهاية موسم عيد الفطر وبدء الامتحانات. حيث تراجع استهلاك الأسر، ما دفع التجار إلى خفض الأسعار لتصريف الكميات المتراكمة.
-
2. زيادة المعروض نتيجة تحسن مؤقت في الإمدادات:
استفاد عدد من المنتجين من تراجع أسعار الأعلاف – وخاصة الذرة والصويا – خلال الشهر الماضي. ما شجع على إعادة تشغيل بعض المزارع المتوقفة. كما ساهم الإفراج عن شحنات أعلاف كانت محتجزة بالموانئ في تخفيف التكاليف جزئيًا.
-
3. بيع المربين لكميات كبيرة خوفًا من ارتفاع درجات الحرارة:
مع بداية موجة الطقس الحار، يسارع المربون إلى التخلص من الكميات المخزنة لديهم خشية نفوق الطيور أو ارتفاع تكلفة التبريد والرعاية الصحية. ما يؤدي إلى زيادة المعروض في الأسواق بشكل مفاجئ.
-
4. التلاعب ببورصة الدواجن العشوائية:
لا تزال بورصة الدواجن تفتقر إلى آلية تسعير عادلة وشفافة، ما يفتح الباب أمام تدخلات من كبار التجار للتحكم في الأسعار صعودًا وهبوطًا وفقًا لمصالحهم، وهو ما يفسر جزءًا من التذبذب الحاد.
-
5. غياب الدور الرقابي الفعّال:
رغم دعوات المربين لإنشاء بورصة إلكترونية رسمية، لا يزال غياب التدخل الحكومي المنظم عاملاً في استمرار الفوضى السعرية، التي تتأثر سريعًا بأي تغير طارئ دون حماية للمنتج أو المستهلك.
وفي ظل هذه التطورات، يؤكد الخبراء أن هذا الانخفاض لن يدوم طويلاً، ما لم تتم معالجة الأسباب الهيكلية في القطاع، وعلى رأسها استقرار أسعار الأعلاف، وتوفير بيئة إنتاجية آمنة، وتفعيل منظومة تسعير عادلة.
وبينما يرحب المواطنون بأي تراجع في الأسعار، يبقى التحدي الحقيقي هو ضمان استدامة هذا الانخفاض دون أن ينعكس سلبًا على المربين أو يهدد استقرار السوق في الأجل الطويل.تراجع أسعار الدواجن بمصر